
كلمة هيئة التحرير

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطاهرين، أما بعد
فلقد أنشئت كلية العلوم الشرعية لتضطلع بمهمة إعداد مختصين في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية المقارنة، وتأهيلهم للبحث في هذا المجال؛ للإسهام في الإنماء الحضاري الإنساني، وترسيخ المعارف والقيم والأخلاق الإسلامية والارتقاء بها، وإبراز الإسهامات العمانية فيها، وخدمة المجتمع في مجالات العلوم الشرعية وما يتصل بها، وتوثيق الروابط مع المؤسسات الأكاديمية الصديقة في دول العالم الأخرى
وإدراكا من عمادة الكلية والعاملين فيها لأهمية تحقيق هذه الغايات السامية، واستجابة للحاجة الملحة إلى وجود وعاء علمي معتمد لنشر البحوث والدراسات العلمية الرصينة المتعلقة بالقضايا والمستجدات في مجالات العلوم الشرعية، وخصوصًا في البيئة العمانية، يسر هيئة تحرير مجلة بحوث الشريعة أن تُقدم إلى الباحثين في أنحاء العالم هذه المجلة العلمية المحكمة، آملة أن تحقق غاياتها في تشجيع البحوث والدراسات في الجوانب الشرعية وما يتصل بها، فاتحة المجال أمام الباحثين المختصين لنشر بحوثهم الأصيلة في مجال الشريعة الإسلامية، لتتكامل مع أوعية النشر المختصة في نشر المعرفة الشرعية وتطويرها
ولا ريب في أن للنشر العلمي دورا مهما في تعزيز البحث العلمي، وتوفير الفرص للباحثين لنشر جهودهم العلمية، بعد مرورها بالمراجعة والتقييم العلمي، إسهاما في تنمية المجتمع بإيجاد الحلول العلمية لمشكلاته المعاصرة، والإجابة عن الأسئلة الفكرية والمنهجية، وتناول المسائل الحادثة وتأصيلها، وتشجيع الحراك المعرفي، وتحقيق تكامل المعرفة بسد الثغرات البحثية في مجال التخصص، وتأكيد دور المؤسسات الأكاديمية في نقل المعرفة واختيارها ونقدها وتطويرها. فضلا عن أهمية النشر العلمي في تطوير عملية التدريس، وتعزيز مهارات البحث والتحقيق، وغرس مبادئ الأمانة العلمية، وفتح أبواب التواصل والتعاون، وتبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين
إن هيئة تحرير مجلة بحوث الشريعة إذ تحمد الله على أن وفقها للحصول على موافقة الجهات المختصة على إصدار المجلة، ليسرها أن تدعو الباحثين المختصين في العلوم الشرعية وما يتصل بها من مختلف أرجاء العالم إلى إرسال أعمالهم البحثية الأصيلة التي تتفق مع قواعد النشر وشروطه، حتى تكون المجلة رافدا من روافد المعرفة الشرعية، ومصدرا من مصادرها المتجددة، وعاملا في تطوير البحث فيها
وستعمل هيئة التحرير -بإذن الله تعالى- على أن تجد المجلة مكانها بين أوعية نشر البحوث المختصة في العالمين العربي والإسلامي خصوصا والعالم عموما، وستحرص على تطبيق المعايير العلمية في تحكيم البحوث وقبولها للنشر، وفي التعامل مع الباحثين والتواصل معهم، معتمدين التواصل الإلكتروني، معتمدين التواصل الإلكتروني سبيلا إلى الوصول إلى الباحثين المختصين، والقراء، والمهتمين
(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
كلمة المحرر
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾، وبعْدُ )
فإنّ البحْث العلميّ من أطْيب ثمرات التحصيل والتلقّي، وهو من أجلّ الخدمات، يُسديها أصحاب المعارف والمهارات إلى الإنسانيّة، لترتقيَ بمستوى النظر والتفكير، وتُجَلّيَ أسرار العقل والكوْن، وتُصْلح من الراهن، وتُعدّ للآتي، ما به تكون الحياة أفضلَ، وفهم مُراد الله أعمقَ، وفتوحاتُ الابتكار والاختراع أوْفرَ. وإنّه لَمِن الواجب على كلّ ذي فكْر رشيد، ورأي سديد، أن ينشر آراءه، ليزكوَ بها العلمُ ويَرْبُوَ، وتتلاقحَ الأنظار وتنمُوَ، ويشمخ صرْح الحضارة، ثراءً وتنوّعًا وتعدّدًا. فالاختلاف في كلّ شيء من سُنن الله في خلْقه. وأرقى ما يكون ذلك في حقل المعارف والفنون، وفي مخابر البحْث، وعلى صفحات المؤلَّفات والمدوَّنات، واقعيًّا وافتراضيًّا، وورقيًّا وإلكترونيًّا
إنّ الدراسات في الإسلاميّات، مجالٌ خصْب، ومَرَاح رحْب، سار فيه السائرون في كلّ زمن، على قدْر جهدهم، ووفْق ما أتاحه لهُم عصْرُهم. وعلى الرغْم من الوفرة الوافرة في المصنفات والتأليفات في علوم الشريعة السمْحة، على امتداد التاريخ الإسلاميّ، فعهْدُنا يُحتّم أن تكون تلك المادّة الغزيرة، قابلةً لكلّ إضافة تكون ذاتَ بال، واجتهاد يكون ذا وزْن، ونظر يكون صائبًا، ومعالجة تكون بنتَ بيئتها. وهذا هو دأب مؤسسات التعليم العالي في العلوم الإسلامية
ولقد أضحى من سُنن الجامعات، والكلّيات، والمعاهد العُليا، أن تجمع هيئاتها في التدريس، وأصحابَ الأقلام من سائر الباحثين المختصين، من مختلف القطاعات والبقاع، إلى مجلّة علميّة محكّمة، ينشرون فيها قطَعًا من أعمالهم، وصفحات من مشاريعهم، ونصيبًا من أشغالهم، تتوافر فيها طرافة المواضيع، وجِدّة التناول، وسلامة المنهج، وعُمق المقاربة، ليتبادلوا بها منافع لهُم، في إبداء الرأي، وتلقّي النقْد، والتزوّد للمراجعة والتطوير، من أجل أن يكونوا فاعلين، ومساهمين، ومواكبين، وأسوةً بالعلماء والمفكّرين والكُتّاب السابقين، في غير كتْم للعلْم، ولا ضنٍّ به، ولا تَعالٍ يُفسد أَلق العِلْم، ويَذهبُ بجدوى التعليم
وعمَلاً بهذه السنّة الأكاديميّة الحسَنة، بادرت كلية العلوم الشرعيّة بسلطنة عُمان، إلى تأسيس “مجلة بحوث الشريعة”، إنجازًا مباركًا، ينضاف إلى إنجازات أخرى تحققت لهذه المؤسسة العلميّة الفتيّة، في البرامج، والهيكلة، وتحسين الجوْدة، ودعْم الإبداع. وكان من أسمى الآمال وراء تأسيس هذه المجلّة، بعد خدمة البيئة العُمانيّة، من خلال الاهتمام بالقضايا التي تهمّها، وإبراز جهود العُمانيّين في مجال علوم الشريعة، أن تُسهم في تطوير المعرفة، ونشْر الثقافة الشرعيّة المتوازنة، من خلال البحوث العلمية الأصيلة، والمقاربات الفكريّة المحكمة، والقراءات البحْثيّة المعمَّقة، والدراسات النقديّة الرصينة، في تحفيزٍ جادّ للباحثين على الإنتاج العلميّ، بما يُسهم في نشْر الفكر الإسلاميّ، وإغناء مدوّنة مقالاته. فلنمْضِ، بعوْن الله، جميعًا، يدًا واحدة، في رفع راية البحْث العلميّ، والنشر الجامعيّ، سائلين المعين النصير، أن يأزرَ السواعد، ويُنير المَراشد، ويُحقّق المقاصد
